المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصه القصيرة جدآ ما اهميتها وأركانها وطريقة كتابتهآ


Nada salem
06-15-2012, 10:13 AM
سلام عليكم
هنا . سنتعرف عن القصصه القصيرة جداً وطريقة كتابتها وأركآنها وما اهميتهآ
أولآآ: نشأتها :-

ظهرت أل ( ق.ق جدا ) في أمريكا اللاتينية مع بدايات القرن العشرين لتنتقل بعد ذلك إلى أوربا الغربية ثم رهصت في العقود الأخيرة من القرن العشرين في بلاد الرافدين والشام وخاصة سورية وفلسطين وظهرت في المغرب وتونس بشكل متميز وناضج في بداية الألفية الثالثة ولان للمغرب خصوصية في غلبة المشهد القصصي على الشعري فأننا نستطيع تتبع مراحل تطور هذا الجنس الأدبي في المغرب كأنموذج - على الرغم من تأخر ظهوره في المغرب نسبة للعراق والشام - لبيان أهمية هذا الجنس الأدبي وأحقيته بالتعايش السلمي مع الأجناس الأدبية الأخرى والكف عن محاربته .
حظيت القصة القصيرة جدا في المغرب باهتمام كتاب القصة أمثال محمد إبراهيم بوعلو ومحمد زفزاف واحمد زيادي واحمد بوزفور وزهرة زيراوي وحسن برطال ومصطفى لغتيري ومحمد تنفور وعبد العالي بركات وسعيد بو كرامي وجمال بو طيب . فقد كتب هؤلاء القصة القصيرة جدا منذ 1983 ، وقد تميز المغرب بوجود مجموعة من الكتاب قد تخصص في كتابة هذا الجنس وخصصوا مجموعات تحت لواءه ثم ما لبثوا أن قاموا بأعمال تجريبية كاستخدام تقنيات جمالية وفنية أحدثت اهتزازا في كلاسيكية القصة القصيرة جدا كالانفتاح على الأجناس الأدبية الأخرى والتلاعب بالنسق السردي وإعمال الاستعارة والتشخيص والترميز ، فتطور هذا الجنس في المغرب ليس بالغريب فالكتاب المغاربة تواقون للتجريب استجابة لعوامل موضوعية أو تاريخية أو سياسية فإدريس الناقوري يقول في حديث عن التجريب في الأقصوصة المغربية
( ان كل العامل الحاسم في هذا التحول ، إنما يتمثل في طبيعة الواقع الموضوعي ، التاريخي والسياسي ، الذي سجل عدة تناقضات تبلورت في صراعات كثيرة ) 4 ومن أهم المجاميع التي ظهرت حاملة هوية هذا الجنس الأدبي : مجموعة محمد إبراهيم بوعلو تحت عنوان ( خمسون أقصوصة في 50 دقيقة ) ومجموعة جمال بو طيب تحت عنوان ( زخة ... ويبتدئ الشتاء ) ومجموعة حسن برطال تحت عنوان ( أبراج ) ومجموعة مصطفى لغتيري تحت عنوان ( مظلة في قبر ) فضلا عن القصص المتميزة كقصة جمال بو طيب ( ياسين والوادي ) وقصته
( تلفزيون) وقصة مصطفى لغتيري ( مالك الحزين) وقصته ( المومياء)




مسميات الجنس الأدبي:-

مر هذا الجنس الأدبي بمسميات عديدة ففي اليابان تدعى ( قصص بحجم راحة اليد ) وفي الصين ( قصص أوقات التدخين ) , وفي أوربا اللاتينية سمية ( قصص ما بعد الحداثة ) وفي أمريكا ( قصص الومضات ) وهناك تسميات عديدة مثل ( قصة الأربع دقائق ) و ( العشرون دقيقة ) و ( القصص السريعة ) و ( القصص الصغيرة جدا ) و ( المجهرية ) و ( قصص برقية) و(الصعقة ) و ( شرارات ) و ( بورتريهات ) و ( مشاهد قصصية ) و ( القصة القصيرة الشاعرية ) و ( قصص قصيرة جدا )



سمات القصة القصيرة جدا :-


لنجاح أي جنس أدبي جديد لا بد من حمله لتوصيفات محددة إلى حد ما تجعل له مساحته الخاصة , لذلك لابد من تعريف هذا الجنس الأدبي وفق تلك التوصيفات .

القصة القصيرة جدا :- جنس أدبي حديث يمتاز بقصر الحجم والإيحاء المكثف والنزعة السردية الموجزة والمقصدية الرمزية والتلميح والاقتضاب والتجريب والجملة القصيرة الموسومة بالحركية والتوتر وتأزم المواقف والأحداث .
انطلاقا من هذا التعريف نلاحظ إن القصة القصيرة جدا فن اشد صعوبة من القصة القصيرة رغم ان فن القصة القصيرة ( لا يبرع فيه سوى الأكفاء من الكتاب القادرين على اقتناص اللحظات العابرة قبل انزلاقها على سطح الذاكرة ) 5 فكيف بالقصة القصيرة جدا , وإذا تجاوزنا بعض التوصيفات السابقة في تعريف هذا الجنس الأدبي
فحتما اننا لا نستطيع تجاوز معيارين مهمين هما :-
1- المعيار الكمي 2- معيار الكيفية والمقصدية .

فالمعيار الكمي هو الذي يحدد قصر حجم القصة أما معيار الكيفية والمقصدية فبهما تقوم المقومات السردية كالأحداث والشخصيات والبنية الزمانية - وان كانت توظف بشكل مكثف - ولا بد من الإشارة إلى أن المعيار الكمي يتحقق من التكثيف واختيار الجمل المناسبة والابتعاد عن الإسهاب واللجوء إلى الإضمار والحذف , وتلعب اللغة دورا مهما وأساسيا في القصة القصيرة جدا لضرورة احتواء هذا الجنس الأدبي على اللغة الشعرية فأدغار الان بو يقول
( يجب ألا تكتب كلمة واحدة لا تخدم غرض الكاتب )6 ويوسف إدريس يقول في حديث له عن القصة القصيرة ( إن الهدف الذي أسعى إليه هو أن أكثف في خمس وأربعين كلمة ,- أي في جملة واحدة تقريبا - الكمية القصوى الممكنة من الإحساس , باستخدام اقل عدد ممكن من الكلمات )7 فالتكثيف هاجس كل مبدع يريد الارتقاء بنصه لمستوى العالمية ويمكننا استعارة مقولة الناقد ( اج.ئي.يتس ) في كتابه ( القصة القصيرة الحديثة ) حين وصف هيمنجواي بـ
( الرجل ذي الفأس الذي يقتلع غابة كاملة من الإطناب )8.


شعرية القصة القصيرة جدا :

على الرغم من خصوصية هذا الجنس الأدبي من حيث قلة الأحداث التي يحتويها إلا انه ما يزال جنسا أدبيا ينتمي للسرد لأننا ننظر للنص على أساس ( مستوى تنسيق الإشارات السردية . لا على مستوى الأحداث )9 ولذلك فان شعرية النص السردي لابد أن تتحقق في القصة القصيرة جدا ، فالعلاقة بين الشعرية والسردية علاقة العام بالخاص ، فالشعرية تهتم بالأشكال الأدبية كافة والسردية : ما هي إلا شعرية مقيدة) 10 والعنصر المشترك بين الشعر والفنون النثرية هو ان كلا منهما يشتغل باللغة كمادة أولية ( لكنهما يفترقان في كيفية توظيفها )11 فاللغة عنصر مهم لبث الروح في القصة وجعلها كائن نابض في الحياة حتى تبتعد عن الرتابة , فكاتب القصة الجيد يرتكز ويؤكد على أهمية اللغة فهذا موسى كريدي في عام 1965 يؤكد على اللغة فيقول ( ومشكلة قصاصينا أيضا، إنهم لم يفهموا بعد عبقرية اللغة وطواعيتها ، لم يدركوا إدراكا واعيا قدرتها على الأداء والتعبير ) 12 فالكاتب حينما يقوم بالتمرد والتجاوز على اللغة التقريرية واليومية فانه يضعنا ( قسرا في حالة من الوعي والانتباه ) 13 فالقصة المشحونة بلغة عالية قادرة على ( التصوير بدءا من ابسط أنواع المجاز ) 14 لذلك نلاحظ أن اغلب القصص القصيرة جدا والتي حققت حضورا كبيرا مشحونة بالشعرية ، والغريب إن من يهاجم هذا الجنس الأدبي يضرب معوله في حائط شعريتها العالي محاولا إخراجها من بيت السرد وإبقائها على باب الشعر تنتظر إذن الدخول ، ويمكنني التصور إن النص القصصي سواء كان ( قصة قصيرة أو أقصوصة أو قصة قصيرة جدا ) لابد أن يمتلك لغة شعرية عالية، واذكر بما أطلقه الناقد شجاع مسلم العاني على الشعرية في القصة القصيرة الجديدة حين قال ( إن هذا التيار يقترب من الاتجاهات الجديدة في القصص العالمي المعاصر ) 15 ومن يقرا القصص القصيرة جدا قراءة متأنية ومنصفة يدرك أن الشعرية خصيصة ذاتية كامنة في هذا الجنس الأدبي ، فالبنية الداخلية للنصوص الجيدة من هذا الجنس تؤهله للسكن في بيت عائلته ( السرد) وهو لا يضمن الشعر كنص خطابي مقحم وإنما يميل لإنتاج نص سردي بتراكيب ذات معان عالية لتصبح اللغة الشعرية جزءا من النسيج الكتابي وركنا مهما من أركان بناء القصة القصيرة جدا وبذلك يحقق هذا الجنس خطابا قصصيا تفاعليا متطورا عما كان عليه خطاب القصة القصيرة مبشرا باجناسية تتناغم مع ما تدعو له دراسات ما بعد الحداثة فضلا عن تناغمه مع توصيفه الكمي ، والمتتبع الجيد لهذا الجنس يكتشف انه تطور طبيعي للقصة القصيرة والأقصوصة فلو عدنا إلى الستينيات لوجدنا القصة القصيرة عرفت هذا الاتجاه الشعري ، فالدراما والشعر راحا يتناغمان في خلق تجربة جديدة وبذلك انعطفت القصة القصيرة نحو التجريب والحداثة حين اشتغلت على الثيمة الشعرية تضمينا كما فعل القاص احمد خلف في قصته ( نزهة في شوارع مهجورة) في مجموعته التي تحمل ذات الاسم فضمن قصيدة الشاعر محمد الماغوط على لسان بطل قصته ، ومن القصص الستينية التي اشتغلت بلغة شعرية قصة ( الصوت العقيم ) لعبد الرحمن مجيد الربيعي في مجموعته ( السيف والسفينة) ، فالقصة القصيرة في تجربتها أدخلت اللغة الشعرية إلى النص في حين إن أل( ق.ق.جدا) اعتمدت النسيج الشعري في تكوينها وتبقى الكلمة الفصل لهذا الجنس الأدبي فيما سيحققه من حضور في الوسط الأدبي .


يمكن تحديد خصوصيات القصة القصيرة جدا فيما يلي:
اركان القصة القصيرة جدا:-

أ: توفرها على درامية الحدث،" الحركة – التوتر- الفعل" هذه الدرامية تعطي للقصة القصيرة جدا وحدتها البنائية الكاملة وتعتبر عنصرا أصيلا فيها.
ب: القصة القصيرة جدا تمس منطقة التأثير وهي منطقة يلتقي فيها التفكير بالانفعال على مستوى حاد تقريبا،
د: أن تتصل تفاصيل الخبر وأجزاؤه وتتماسك تماسكا عضويا متينا من أجل توفيرالوحدة الفنية .
ن: الشخصية: لايوجد نص قصصي قصير جدا بدون شخصية او بطلة،فالشخصية لامجال للتفرقة بينها وبين الحدث لأن الحدث هو الشخصية وهي تعمل او الفاعل وهو يفعل.
ك: المعنى: لكي تكون القصة القصيرة جدا مكتملة لابد أن تتوفر على معنى معين،وإلا أ صبحث أقرب الى التاريخ،وليس هناك حدث بل معنى،وينبغي أن تتوفر كل عناصر القصة على خدمة المعنى.
و: الرمزية: هناك خصيصة أساسية في القصة القصيرة جدا هي الرمزية باعتبارها عنصرا يساعد على تحريك مظاهر التفكير لدى القارئ وتأويل العمل وتحليله، وفق معطيات معرفية وأليات منهجية موجودة مسبقة موجود في ذهن المتلقي.
ه: لحظة التنوير: وهي التي تجلو لنا الموقف او الحدث أو النهاية،ولذلك فإن القصة القصيرة جدا تكتسب أهمية خاصة إذ هي النقطة التي تتجمع فيها وتنتهي اليها خيوط الحدث كلها فيكتسب الحدث معناه المحدد.
ق: الغموض: من بين التقنيات المتداولة في القصة القصيرة جدا،مفهوم الغموض الذي يعطي للنص الابداعي امكانية وجود قراءات متعددة وليست قراءة واحدة،وتدبير اليات جديدة للنقاش والحواروالمحاورة والتحاور.
ف: نسيج القصة: العلائق العامة للقصة القصيرة جدا تراهن على:
- اللغة – الحوار – الوصف – السرد،وهذه العناصر هي التي يتكون منها نسيج القصة وينبغي أنت تتفاعل فيما بينها بأن تساهم في تجسيم الحدث وتحريكه وصبغه بألوان حية.
خ: تحطيم الأقانيم الثلاثة التقليدية : البداية – الوسط – العقدة
ه: خلق قيم فاعلة ومؤثرة في المتلقي،تتوسل للإيحاءات ورسم الشخصية واستبطانها من الداخل ووصف الجو أو الموقف بدلا من السرد التقليدي.


وهنا الباحث السوري الأستاذ نبيل المجلي، فقد جمع خصائص القصة القصيرة جدا في أرجوزة على غرار منظومات النحو والفقه والحديث ، فحصر أهم مميزاتها في خمسة عناصر أساسية ألا وهي: الحكائية، والتكثيف، والوحدة، والمفارقة، وفعلية الجملة، فقال:
ســـرد قصير متناه في القصر
كالسهم، بل كالشهب تطلق الشرر
كتبـــــها الأوائل الكبـــــــــــار
وليس يدرى من هو المغــــــــوار
قد ميزتـــها خمسة الأركــــان
حكاية غنيــة المعــــــــــــــــــــاني
وبعدهــــا يلزمها التكثــــــيف
ووحـــــدة يحفظــــــــــــها حصيف
واشترط النـــاس لها المفارقه
وأن تكـــون للحدود فارقـــــــــــــه
وجملة فعليـــــــة بها كمـــــــل
بنـــــاؤها وحقه أن يكتمـــــــــــــــل


ومما لاشك فيه أن معرفة علامات الترقيم ضروري جدا وله مكانة خاصة في مجسم القصة القصيرة جدا :-

1- النقطه (.) وتوضع عند نهايات الجمل , ويحق معها السكوت واخذ النفس .


-2
الفارزه (،) ويحق معها الاستمرار في الكلام وتوضع بعد استئناف الكلام.


-3


النقطتان (: ) وتوضعان بعد سرد القول من قبل القائل .



4- الشرطه ( _ ) لبيان كلام المتحاورين .




5- الاهتمام بالتشكيل (الحركات ) التي تفضي الى قراءة سليمة دون لبس .



المصادر



•1- طراد الكبيسي ، النقطة والدائرة ، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1987 ص 83- 84
•2- د. صبري حافظ - الموسوعة الصغيرة - عدد 347 - القصة العربية والحداثة - وزارة الثقافة والإعلام - بغداد.
•3- د. نبيلة ابراهيم : مستويات لعبة اللغة في القص الروائي ، مجلة إبداع س2 ،عدد 5 ،مايو 1984 ص 7
•4- ضحك كالبكاء ، إدريس الناقوري ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد 1986 ، ص 82.
•5- د. جابر عصفور : ( أوتار الماء ) عمل يستحق التقدير ، الأهرام - العدد 42470، في 17/3/2003 .
•6- عمران عز الدين احمد ، مجلة المنار الالكترونية.
•7- المصدر نفسه .
•8- عبد الواحد محمد : القصة اليابانية القصيرة ، مجلة الأديب المعاصر عدد 34،صيف 1992، ص 49 .
•9- قضايا الرواية الحديثة ، جان ريكادو ، ترجمة صباح الجهيم ، وزارة الثقافة والإرشاد القومي ، دمشق ، 1977 ، ص 125.
10- ينظر : النص الروائي ، تقنيات ومناهج ، بيرنار فاليط ، ترجمة : رشيد بنجدو ، الهيأة العامة لشؤون المطابع الأميرية ، 1999 ص 100.
11-د. علي كاطع خلف - شعرية السرد العربي ، قراءات في السرد العربي المعاصر، كتاب بانقيا 3 ، سلسلة تصدر عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب في النجف 2008 ، ص 97.
12- حول القصة القصيرة ، موسى كريدي ، مجلة الكلمة ، العدد الأول ، 1967 ص 27.
13- نظرية الأدب ، اوستن وارين ، ورينيه ويلك ، ترجمة : محي الدين صبحي ، المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ، دمشق 1972 ص 25 .
14- المصدر نفسه ص 82.
15 - في أدبنا القصصي المعاصر ص48 .

النُّــادِر
06-15-2012, 10:46 AM
يعطيك ألف عافية
أختي نودا :)

طبعي الوفاء
06-15-2012, 04:11 PM
يعطيك الف عااافيه يالغلا
لاهنتي

Ahmed ALhamazani
06-15-2012, 10:52 PM
شـكـــرآإ على الموضـوع الــررااائـع

الله يعطيــــك العاافيـــه

ونـنـتـظـر جـــديـــدكـ