المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آداب الحج ومايتحلى به الحاج من حين خروجه من منزله حتى العودة إليه بإذن الله


دمي أصفر
11-05-2010, 11:06 PM
http://www.al-mhj.com/up/uploads/images/al-mhj-501c51892c.gif



للحج آداب كثيرة؛ منها: آداب قبل السفر، وآداب أثناء السفر، وآداب أثناء تأدية أعمال الحج، وأهم هذه الآداب هي:
• يستحب لمن أراد الحج أن يشاور من يثق بدينه وخيرته وعلمه في حجه هذا.

• يستحب لمن أراد الحج أن يستخير الله - سبحانه وتعالى - وهذه الاستخارة لا تعود إلى الحج نفسه، فإنه خير لا شك فيه، وإنما تعود إلى الوقت والرفيق والرحلة.

• ينبغي أن يتعلم ما يحتاجه من أحكام السفر والحج، فإن لم يتيسَّر له ذلك، حرص على رفقة فيهم عالم أو طالب علم، فإن لم يتيسر ذلك، أخذ معه من الكتب ما يفيد في هذا المجال.

• وعليه أن يكتب وصيته وماله وما عليه من الدين ويشهد على ذلك؛ فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه، يبيت ليلتين - وفي رواية ثلاث ليال - إلا وصيته مكتوبة عنده))، قال ابن عمر: ما مرت عليَّ ليلة منذ أن سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول ذلك، إلا وعندي وصيتي مكتوبة.

• وعليه أن يبادر إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب؛ قال - تعالى -: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، وحقيقة التوبة: الإقلاع عن الذنوب وتركها والندم على ما مضى منها، والعزيمة على عدم العودة إليها، والمسارعة إلى عمل الصالحات، فإن كان الذنب يتعلق بأحد من العباد، فعليه أن يتحلل من جميع المظالم التي عنده؛ من نفس أو مال أو عرض، ويردها إلى أصحابها قبل سفره؛ كما صحَّ عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((مَن كان عنده مظلمة لأخيه؛ من مال أو عرض، فليتحلل منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح، أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه، فحمل عليه))؛ رواه البخاري.

• أن يختار لحجه وعمرته نفقة من مال حلال؛ يقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الله - تعالى - طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله - تعالى - أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51]، وقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!))؛ رواه مسلم.

وقال الشاعر:
• أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله والدار الآخرة، والتقرب إلى الله بما يرضيه من الأقوال والأعمال في تلك المواضع الشريفة، ويعلم أن العمل لا يكون مقبولاً إلا إذا ابتغى به وجه الله - تعالى - ووافق الشرع.

وإن من أقبح المقاصد ومن أسباب حبوط العمل، وعدم قَبوله أن يقصد بحجه الرياء والسمعة والمفاخرة؛ قال - تعالى -: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 15- 16].

وصح عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: قال الله - تعالى -: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملاً أشرك معي فيه غيره، تركته وشركه"؛ رواه مسلم.

• ينبغي للحاج أن يستغل هذه المشاعر العظيمة بالذكر والتكبير والتسبيح والتحميد والاستغفار؛ لأنه في عبادة من حين أن يشرع في الإحرام حتى يحل منه، فليس الحج نزهة للهو واللعب، يتمتع به الإنسان من غير حد، بل الحج رحلة للتجرُّد من علائق الدنيا كلها، والإقبال على الله - عزَّ وجلَّ - لنيل رضاه ورحمته ومغفرته.

• وعليه أن يحافظ على ما أوجبه الله عليه من الصلاة جماعة في أوقاتها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحرص على نفع المسلمين والإحسان إليهم؛ بالإرشاد والمعونة عند الحاجة، ويرحم ضعيفهم، خصوصًا في مواضع الزحام ونحوها، ورحمة الخلق جالبة لرحمة الخالق، وإنما يرحم الله مِن عباده الرُّحماء.

• وعليه أن يتجنب إيذاء الناس أو الاعتداء عليهم، فيتجنب الغيبة والنميمة والسب، والشتم والضرب والنظر إلى النساء الأجانب، ويتجنب ما يحدثه كثير من الناس من الكلام الذي لا يليق بالمشاعر؛ لقول بعضهم إذا رمى الجمرات: رمينا الشيطان، وربما شتم المشعر أو ضربه بنعل ونحوه، مما ينافي الخضوع والعبادة، ويناقض المقصود برمي الجمار، وهو إقامة ذكر الله - جل وعلا.

• عليه أن يتجنب الرفث والفسوق والعصيان والجدال لغير نصرة الحج، أما الجدال لنصرة الحج، فهذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد يكون واجبًا أو مندوبًا حسب مقتضيات الأحوال.

• ويجب على المرأة ألا تسافر إلا مع ذي محرم، وما يفعله كثير من النساء من تساهلهنَّ بالمحرم، وذهابهن للحج والعمرة من دونه، فهذا معصية كبيرة ينبغي أن يَتُبْنَ إلى الله منها.

• كما ينبغي على النساء أن يتسترْنَ ولا يتبرَّجْنَ وأن يحرصنَ على أداء المناسك بكل حشمة وحياء، وليعلمن أن مزاحمة الرجال والاختلاط بهم أمر محرم، خاصة إذا كان من غير ضرورة.

• ينبغي للحاج الاستغناء عما في أيدي الناس والتعفف عن سؤالهم؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ومن يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله))؛ رواه البخاري ومسلم، ويقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم))؛ رواه البخاري، ومسلم.
فالمسلم عليه أن يتعفف في حياته بصفة عامة وفي الحج بصفة خاصة؛ حتى يقبل الله منه حجه، وليجعل زاده تقوى الله؛ قال - تعالى -: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].

فإذا أنهى الحاج أداء المناسك وأراد أن يعود إلى بلده، استحب له أن يقول دعاء السفر والدعاء الوارد عند ركوب الدابة، وليك ذلك في جميع أسفاره؛ ذهابًا وإيابًا، ويكثر في سفره من الذكر والاستغفار، ودعاء الله - سبحانه وتعالى - والتضرُّع إليه، وتلاوة القرآن وتدبر معانيه، ويحافظ على الصلوات الخمس في جماعة، وأن تعلوه السكينة والوقار، وألا يفعل مثلما يفعل بعض الجهلاء، كأن يعود لبعض المخالفات الشرعية، والمنهيات بعد تحلُّله، فتجد بعضهم بمجرد أن يركب السيارة عائدًا إلى بيته بعد انتهاء مناسك الحج، يعود إلى التدخين، وإلى الغيبة والنميمة، وغير ذلك من الخصال القبيحة التي ابتعد عنها في أثناء أدائه للمناسك، وهذا إثم عظيم فتقوى الله يجب أن يلزمها العبد في جميع أوقاته وأحواله، وفي كل مكان؛ حتى لا يقع عليه ما أعده الله لمن يفعلون ذلك؛ يقول الله - تعالى -: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 85].

اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، وفي السر والعلن، ووفقنا إلى طاعتك، وباعِدْ بيننا وبين معصيتك، واحفظنا وأهلينا وإخواننا المسلمين وولاة أمرنا وعلمائنا من كل سوء ومكروه.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

إذا حججتَ بمالٍ أصلُه دنس = فما حججتَ ولكن حجَّتِ العِير
لا يقبل الله إلا كلَّ طيبةٍ = ما كلُّ حجٍّ لبيت الله مبرورُ

كحيلان قلبي
11-06-2010, 12:21 AM
http://www.mooode.com/data/media/188/0030-0.gif

طبعي الوفاء
11-06-2010, 06:28 PM
http://i273.photobucket.com/albums/jj208/naseemalwadee/sub/su1/get-4-2008-hi8b9r5k.gif