المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمة والجسد الواحد


طبعي الوفاء
08-20-2010, 07:43 PM
الأمة والجسد الواحد


الإنسان عجيب في نفسه التي تشرق حتى كأنها


منبع إشعاع ومصدر هداية أو تظلم حتى كأنها شيطان


مريد بما انطوت عليه من خبث وغواية.


عظيم في عقله المدبر وذهنه المتقد وفكره الثاقب.


عجيب في عواطفه ومشاعره وأحاسيسه وانفعالاته


عظيم في دقة صنعته ومهارة تركيبه وتناسق أعضائه


وتعاون أجهزته


فإذا كان التوافق في التعب والراحة بين الجسد والمؤمنين


بحيث يتعبون إذا أصاب التعب واحدا منهم أو جماعة


فيهم.كما يتعب الجسد لتعب أحد أعضائه أو بعض أجهزته


ويرتاحون إذا شملت الراحة كل واحد منهم كما يرتاح


الجسد لراحة كل جزء فيه فهذا يعني أنهم متفقون


في سرَّائهم وضرائهم وأفراحهم وأتراحهم


والجسد ليس جسداً باليا إنما جسد يملك كل معاني الود


والعطف والرحمة مجتمعة بين جنباته متوفرة في حناياه بشكل


مدهش وعجيب


فكذلك المؤمنون إذا اتحدت عواطفهم واتفقت مشاعرهم لتحقيق


آمالهم الجسام وتحمل المصائب العظام كما تتفق العواطف


والمشاعر في الرجل الواحد ذلك أنه إذا سمعت الأذن ما تطرب له


من حلال أو ما يسرها من أخبار لم تستأثر بهذا السرور وحدها


وإنما تبعث به حباً وكرامة إلى سائر أنحاء البدن فتنبسط أسارير


وجهه ويبدو البشْر على محياه وترسل العين دمعة الفرحة على


وجنته ويفيض القلب بالرضا ويلهج اللسان بالشكر حتى يتملك


السرور كل ذره في هذا البدن فيهتز طرباً ويرقص سروراً


وعلى عكس ذلك إذا تلقت الأذن نبأ كارثة أو خبر فاجعة


فتألمت لهذا النبأ وتأذت لهذا الخبر فإنها سرعان ما تجد


الرحمة والعطف من سائر أعضاء هذا الجسد الذي تنتمي إليه


فيتدفق الدمع الغزير على الخد النظير فيكويه ويمد خطوط


الأسى فيه ويرحم الجسد بكلِّيته هذه الدموع المنسكبة وترق


كل أجزائه لهذه الحالة البائسة فتعلو الوجه سحابة من الذهول


وتعتري اللسان وعكة صحية فلا يطيق كلاماً ولا يستسيغ


شراباً ولا يميز حلواً ولا مراً و لا طيباً و لا خبيثاً وتدق في


القلب أجراس الإنذار فيهرع الجند والأنصار وتثور الدماء


في العروق كالأمواج في البحار ويرتجف البدن كله وترتعد


فرائصه وتضطرب حركته وتختلف أنفاسه ويتخبط


كطائر جريح كأن الحياة قد ودعته أو كادت هذه المعاني


في الجسد ذات أثر فعال في تخفيف مصابه وتهدئة أعصابه


فما أعظم هذا الجسد وما أعجب شأنه وما اشد عطفه


واصدق حبه وأكمل رحمته!!


هذا حال الإنسان إذا سمع ما يسره أو بلغه ما يضره


فإذا كان المؤمنون كهذا الجسد حباً وعطفاً ورحمة


فحدث عنهم و لا حرج


ما أجمل المودة والتعاطف والتراحم والتآخي


دمتم بحفظ الرحمن

الطير النصراوي
08-20-2010, 07:51 PM
جزاك الله خير

سلطان الهاجري
08-20-2010, 08:19 PM
جــزأأأك الله خيرا
جعله في موازين حسناتك
بأأأنتظأر جديدك يالغلا

طبعي الوفاء
08-21-2010, 11:10 AM
جزاكم الله خيرعلى المرور
لاهنتم