احرز النصر بطولة الدوري لآخر مرة وهو متسلح بلاعبين لم يعد يعرف كيف يجذبهم ويصنعهم مرة اخرى, حينها تواجد ماجد عبدالله افضل لاعبي اسيا لعقدين كاملين وهداف الدوري ست مرات وبجانبه محيسن الجمعان نجم الامم الاسيوية عام 84 ناهيك عن الغاني كنيدى هداف الدوري اخر موسمين, ومن خلفهم صانع اللعب فهد الهريفي نجم اسيا 88 مدعومآ بالجوكر الثقة صالح المطلق ومن خلفهم كابتن البانيا الداهية حسين ازميجاني . تلك الكوكبة من النجوم بأنجازاتهم الفردية اعانت المدرب الفرنسي فرنانديز على الظفر بلقب الدوري حتى في ظل غياب ماجد ومحيسن عام 1414 هجرية , في حين ان يوسف خميس درب الفريق لمباراتين او ثلاث في الموسم الذي يليه ليظفر بنفس اللقب . انها معادلة بسيطة توضح وبجلاء ان نوعية اللاعبين هي الركيزة الاولى للبطولات وانها سر النجاح لأي مدرب وادارة في تحقيق تطلعات الجماهير .
عشرون عامآ ونحن ندور في حلقة مفرغة من العبث التدريبي القائم على اهمية التكتيك التدريبي دون ان نهتم بحضور التكنيك العناصري, فنحن كمن يود استقدام جوارديولا وبطولاته ليطبق خطته مع عناصر متخلفة مهاريآ وفكريآ وبدنيآ بدلآ من ميسي وتشافي وانيستا . نوعية اللاعبين التي هي الاساس الحقيقي لصناعة اي فريق هي المقتل الاول والوحيد لنصر اضاعه اداريوه بفشل سياسات استقطاب المواهب وتحديد البرامج التي تؤهل فئات النادي السنية فضلآ عن المحاباة الصارخة المصاحبة لعمليات التصعيد للفريق الاول قبل ان نصاب بلوثة شراء اللاعبين الجاهزين من الاندية الاخرى . عقدين كاملين لم نستطع ان نوصل موهبة واحدة ليكون اساسيآ في منتخبنا الاول عدا ابراهيم ماطر الذي تم تأهيله قبل ذلك التاريخ .
بعد رباعية الهلال عمد ماتورانا الى تقسيم التدريبات على خطوط الفريق كي يتفرغ لتلقين لاعبي كل خط على حدة, وارى ان هذا جزء من العلاج لولا انه بدأ من منتصف الطريق وليس من اوله, فالبداية يجب ان تكون من اللاعبين انفسهم كافراد ثم الانتقال الى خطوط الفريق وبعد ذلك للفريق ككل . وليس صعبآ على اي متابع لمباريات الفريق ان يلحظ التخلف التكتيكي الذي يصاحب مباريات الفريق حتى لا تستطيع ان تتابع ثلاث او اربع نقلات صحيحة بين لاعبي الفريق ولا تحلم ان تجد جملة هجومية واحدة يتم تنفيذها بالشكل الصحيح من لاعبين لا ترتقي تكنيكاتهم لمستوى التكتيك الموضوع من قبل المدرب . وللأسف ان مدربي النصر يرفضون المصارحة بعدم آهلية اللاعبين الحاليين لتمثيل الفريق في ظل انخفاض مستوى تكنيكات اللاعبين, فالمدرب يعتبر نفسه مسئولآ عن تشكيل وخطة المباراة على اعتبار ان وصول اي لاعب للقائمة الرئيسية كاف جدآ للدلالة على اكتمال موهبة اللاعب وقدرته على خدمة الفريق . وهذه المعالجة الفوقية لتكتيك الفريق قبل الوقوف على براعة تكنيك اللاعبين هي نفاق فني وكروي يمارسه جميع المدربين الذين مروا على النصر ويعلمون انهم لا يستطيعون تحقيق البطولات بهكذا لاعبين كما يرفضون في نفس الوقت التصريح العلني بهذه الاستحالة .
_ لم يخطىء ماتورانا وهو يصرح برغبته في تغيير الاحد عشر لاعب لأنه يعرف ان اداءهم كافراد ومن ثم كفريق لا يمكن ان يرتقي لمستوى طموحات المحبين, وليته يعمل اما لتصحيح اداء اللاعبين كافراد او تنسيقهم قبل ان يمضي سنين عقده معنا في لت وعجن بدون ان يلامس ويعالج المشكلة الحقيقية .
_ الفرق بين نصر التسعينات والفرقة الحالية ان في الماضي كان للنصر تسعة لاعبين اساسيين في المنتخب بينما الفريق الحالي لا يوجد فيه اي دولي اساسي, بل ان ابراهيم ماطر المعتزل منذ عشر سنوات كان آخر نصراوي يلعب اساسيآ في تشكيلة المنتخب .
_ اطفال اوربا ومنهم المشاهير حاليآ لايمارسون كرة القدم الا بعد الثامنة من العمر كدلالة لأهمية صناعة اللاعب وليس فقط موهبته, فيما ملاعب نادينا تزخر بالمواهب الفطرية دون ان نملك حرفة صناعتهم .
_ فريق النصر في مجمله يعاني من مشاكل فنية عديدة ولن يتم حل مشاكله الا بتجزئتها حيث تعالج مستويات اللاعبين وتكنيكاتهم وابدانهم وتفكيرهم اولآ قبل ان يتمكن اي مدرب من تسخيرجميع اللاعبين لمصلحة الفريق .
_ نقل لي احد العاملين بالفئات السنية ان الدكتور ايمن باحاذق يرى جلب مدربين مختصين بتطوير اداء اللاعبين كافراد وازعم ان هذا هو الامل النصراوي الوحيد .