النحت في الصخر .. والزبدة السائحة !!

اصدقاء كثر ممن حرموا مشاهدة البطولات النصراوية الغائبة منذ زمن وكيفية انتزاعها قسرآ يستغربون مني عدم الاندفاع في ركوب موجة الترشيحات وتأكيدي المستمر ان طريق البطولة مليء بعقبات وحواجز وموانع عديدة لا يتسع ادراكهم وخبراتهم لاحتوائها . ولعل جانب من هذه الموانع بدأ يتكشف لهم متمثلآ في الفضائع التحكيمية المتوالية ليس لزف الفريق المنافس فقط ولكن في تعطيل مسيرة النصر ايضآ .

ففي الوقت الذي يجد فيه لاعبوا الدلال كل التسهيلات التحكيمية الخيالية طوال دقائق المباراة, يجد لاعبوا النصر شتى انواع الظلم والتحيز تستوقفهم في كل ثانية من دقائقهم التسعين . فدون احتساب ضربة جزاء على الدلال اهوال وخرط للقتاد , وكم يتمنع الكرت الاصفر كثيرآ عن الخروج من جيب الحكم مهما كانت فداحة الاخطاء وتعددها , ناهيك عن الكرت الاحمر الذي يبدو كما لو كان محرمآ في الكتب السماوية الثلاث . وعلى النقيض من ذلك الويل والثبور لكل من يواجه الدلال, فالعين الحمراء تجاه كل لاعبيه منذ الدقيقة الاولى, وياحبذا بضعة كروت صفراء في اول المباراة تجبر جميع لاعبي الخصم على الخوف من الكرت الاصفر الثاني مما يؤدي الى الاحتراس في اللعب وعدم الاحتكاك او القيام بأي لعب قتالي ورجولي يسهل مهمة الحكام في اخراج الكروت الحمراء. اضف الى ذلك ان كل القرارات التقديرية تخرج دومآ تحت هاجس ارضاء صحافة الزعيق الدائم, فكل قرار تقديري يضر الدلال فهو خاطىء تمامآ ويستوجب ايقاف الحكم والتشهير به ,وكل تقدير يأتي بالنتيجة للدلال فهو القرار الصحيح من الحكم الشجاع .

مسكين هذا النصر الذي لايجد له سندآ من اعلام او لجان او تحكيم, فليس هناك شيء اسهل من الغاء اهدافه وتطنيش ضربات جزاءه ولا حتى حماية لاعبيه من المخاشنات واللعب العنيف, واين يذهب لاعبوه من تربص الحكام وغضبهم وانتظارهم لأي نقاش او حدة في الحديث حتى تخرج لهم البطاقات بكل الوانها . بؤس وشقاء وتهور غباء لكل مدافع نصراوي يفكر ولو للحظة واحدة في مسك الخصم او الاحتكاك به داخل منطقة الجزاء, فالصافرة جاهزة ومتربصة لمهازل البلنتيات المتشوقة لهزيمة النصر وتعطيل مسيرته .

هذه ببساطة بعض ما ينتظر النصر وطريقه للدوري في كل مباراة من لجنة واحدة وهي التحكيم , ومالم يكن النصر مستعدآ بقوة مضاعفة لهزيمة الحكم قبل الخصم فلن يحلم برفع درع الدوري .. فمن ينحت الصخر بشتى انواع المطارق والازامير بكل دقة وعناية ليحصل على انحوتة حقيقية مستحقة ليس كمن يشكل بسكين الغش والخيانة قالبآ وهميآ من زبدة سائحة تكاد تبتلع السكين وهي في طريقها لتقطيع وتفصيل واضافة بطولة هلامية مغتصبة .