نادي النصر السعودي شبكة جماهير الوفاء - عرض مشاركة واحدة - اقرأ التاريخ إذ فيه العبر
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-18-2018, 10:44 PM   #58
الصاعقه
عضو ملكي


الصورة الرمزية الصاعقه
الصاعقه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27606
 تاريخ التسجيل :  Apr 2014
 أخر زيارة : يوم أمس (11:29 PM)
 المشاركات : 98,562 [ + ]
 التقييم :  20634
لوني المفضل : Orange
افتراضي



6- الفوائد الشعرية والأمثال والقصص


1- أبو رماد الرمادي شاعر الأندلس يوسف بن هرون القرطبي الكندي الأديب أخذ عن أبي علي القالي وغيره وكان فقيرا معدما ومنهم من يلقبه بأبي حنيش قال الحميدي في كتاب جذوة المقتبس أظن أحد آبائه كان من أهل رمادة موضع بالمغرب وهو شاعر قرطبي كثير الشعر سريع القول مشهور عند الخاصة والعامة هنالك لسلوكه في فنون كثيرة من المنظوم مسالك نفق عند الكل حتى كان كثير من شيوخ الأدب في وقته يقولون فتح الشعر بكندة وختم بكندة يعنون امرأ القيس ويوسف بن هرون والمتنبي وكانا متعاصرين وصنف كتابا في الطير وسجن مدة ومدح أبا إسماعيل القالي عند دخوله الأندلس في سنة ثلاثين وثلثمائة بقصيدة طنانة منها
من حاكم بيني وبين عذولي @@@الشجو شجوي والعويل عويلي
أي جارحة أصون معذبي @@@ سلمت من التعذيب والتنكيل
إن قلت في بصري فثم مدامعي @@@ أو قلت في كبدي فثم غليلي
وثلاث شيباتٍ نزلن بمفرقي @@@ فعلمت أن نزولهن رحيلي
طلعت ثلاث في نزول ثلاثة @@@ واشِ ووجه مراقب وثقيل
فعزلنني عن صبوتي فلئن ذللت @@@ لقد سمعت بذلة المعزول ( 403 )
2 - أبو نصر بن نباتة التميمي السعدي عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد ابن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر بن خالد بن عمرو بن رباح بن سعد كان شاعرا مجيدا جمع بين حسن السبك وجودة المعنى وكان يعاب يعاب بكبر فيه طاف البلاد ومدح الملوك والوزراء والرؤساء وله في سيف الدولة غرر القصائد ونخب المدائح وكان قد أعطاه فرسا أدهم أغر محجلا فكتب إليه
يا أيها الملك الذي أخلاقه @@@ من خلقه ورواؤه من رأيه
قد جاء بالطرف الذي أهديته @@@ هاديه يعقد أرضه بسمائه
أولاية أوليتها فبعثته @@@ رمحا سبيب العرف عقد لوائه
نحتل منه على أغر محجل @@@ ماء الدجنة قطرة من مائه
وكأنما لطم الصباح جبينه @@@ فاقتص منه فخاض في أحشائه
متمهلا والبرق في أسمائه @@@ متبرقعا والحسن من أكفائه
ما كانت النيران يكمن جرها @@@ لو كان للنيران بعض ذكائه
لا تغلق الألحاظ في إعطافه @@@ إلا إذا كفكفت من غلوائه
لا يكمل الطرف المحاسن كلها @@@ حتى يكون الطرف من اسرائه
ومعظم شعره جيد وله ديوان كبير وجرى له مع ابن العميد أشياء تقدم ذكر شيء منها في ترجمته وتوفي يوم الأحد بعد طلوع الشمس ثالث شوال ودفن في مقبرة الخيزران ببغداد
وقال أبو الحسن محمد بن نصر البغدادي عدت ابن نباتة في اليوم الذي توفي فيه فأنشدني
متع لحاظك من خل تودعه @@@ فما أخالك بعد اليوم بالوادي
وودعته وانصرفت فأخبرت في طريقي أنه توفي وقال أبو علي محمد بن وشاح سمعت ابن نباتة يقول كنت يوما قائلا في دهليزي فدق على الباب فقلت من فقال رجل من أهل الشرق فقلت ما حاجتك فقال أنت القائل
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره @@@ تنوعت الأسباب والداء واحد
فقلت نعم فقال أرويه عنك فقلت نعم فمضى فلما كان آخر النهار دق على الباب فقلت من فقال رجل من أهل تاهرت من المغرب فقلت ما حاجتك فقال أنت القائل ومن لم يمت بالسيف البيت فقلت نعم وعجبت كيف وصل شعري إلى الشرق والغرب
( 405 )
3 - الشريف الرضي نقيب العلويين أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد الحسيني الموسوي البغدادي الشيعي الشاعر المفلق الذي يقال أنه أشعر قريش ولد سنة تسع وخمسين وثلثمائة وابتدأ بنظم الشعر وله عشر سنين وكان مفرط الذكاء له ديوان في أربع مجلدات وقيل أنه حضر مجلس أبي سعيد السيرافي فسأله ما علامة النصب في عمر فقال بغض على فعجبوا من حدة ذهنه ومات أبوه في سنة أربعمائة أو بعدها وقد نيف على التسعين وأما أخوه الشريف المرتضى فتأخر ( 406 )
4 - أبو الحسن التهامي علي بن محمد الشاعر له ديوان مشهور دخل مصر بكتب من حسان بن مفرج فظفروا به وقتلوه سرا في جمادى الأولى
وله مرثية في ولده وكان قد مات صغيرا وهي في غاية الحسن ولم يمنعني من الإتيان بها إلا أن الناس يقولون هي محذورة فتركتها ولكن من جملتها بيتان في الحساد ومعناهما غريب
إني لأرحم حاسدي لحرّ ما@@@ ضمت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم @@@ في جنة وقلوبهم في نار
ومنها في ذم الدنيا الدنيا
جبلت على كدر وأنت تريدها @@@ صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها @@@ متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما @@@ تبني الرجاء على شفير هار
ومنها
جاورت أعدائي وجاور ربه @@@ شتان بين جواره وجواري
وتلهب الأحشاء شيب مفرقي @@@ هذا الشعاع شواظ تلك النار
وله بيت بديع من قصيدة وهو
وإذا جفاك الدهر وهو أبو الورى @@@ طرا فلا تعتب على أولاده
ورآه بعض أصحابه بعد موته في النوم فقال له ما فعل الله بك قال غفر لي قال بأي الأعمال قال بقولي في مرثية ولدي
جاورت أعدائي وجاور ربه @@@ شتان بين جواره وجواري ( 416 )
5 - أبو العلاء صاعد بن الحسن الربعي البغدادي اللغوي الأديب نزل الأندلس وصنف الكتب وروى عن أبي بكر القطيعي وطائفة قال ابن بشكوال كان يتهم بالكذب وقال ابن خلكان صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي البغدادي اللغوي صاحب كتاب الفصوص روى بالمشرق عن أبي سعيد
السيرافي وأبي علي الفارسي وأبي سليمان الخطابي ودخل الأندلس في أيام هشام بن الحكم وولاية المنصور بن عامر في حدود ثمانين وثلثمائة وأصله من بلاد الموصل ودخل بغداد وكان عالما باللغة والأدب والأخبار سريع الجواب حسن الشعر طيب المعاشرة فأكرمه المنصور وزاد في الإحسان إليه والأفضال عليه وكان مع ذلك محسنا للسؤال حاذقا في استخراج الأموال وجمع كتاب الفصوص نحا فيه منحى القالي في أماليه وأثابه عليه خمسة آلاف دينار وكان يتهم بالكذب في نقله فلهذا رفض الناس كتابه ولما دخل مدينة دانية وحضر مجلس الموفق مجاهد بن عبد الله العامري أمين البلد وكان في المجلس أديب يقال له بشار وكان أعمى يا أبا العلاء فقال لبيك فقال ما الجر نفل في كلام العرب فعرف أبو العلاء أنه وضع هذه الكلمة وليس لها أصل في اللغة فقال له بعد أن أطرق ساعة هو الذي يفعل بنساء العميان ولا يفعل بغيرهن ولا يكون الجرنفل جرنفلا حتى لا يتعداهن إلى غيرهن فخجل بشار وضحك من كان حاضرا
( 417 )
6 - أبو عمر بن دراج أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج الأندلسي القسطلى بفتح القاف وسكون المهملة وفتح الطاء وتشديد اللام نسبة إلى قسطلة مدينة بالأندلس يقال لها قسطلة دراج الشاعر الكاتب الأديب شاعر الأندلس الذي قال فيه ابن حزم لو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لما تأخر عن شأو حبيب والمتنبي وكان من كتاب الإنشاء في أيام المنصور بن أبي عامر وقال الثعالبي كان مصقع الأندلس كالمتنبي مصقع الشام ومن نظمه وصف وداعه لزوجته وولده الصغير
ولما تدانت للوداع وقد هفا @@@ بصبري منها أنة وزفير
تناشدني عهد المودة والهوى @@@ وفي المهد مبغوم النداء صغير
عيي بمرجوع الخطاب ولحظه @@@ بموقع أهواء النفوس خبير
تبوأ ممنوع القلوب ومُهدت @@@ له أذرعٌ محفوفة ونحور
فكل مفداة الترائب مرضع @@@ وكل محياة المحاسن ظِيرُ
عصيت شفيع النفس فيه وقادني @@@ رواح لتدآب السُرى وبكور
وطار جناح البين بي وهفت بها @@@ جوانح من ذعر الفراق تطير
لئن ودعت مني غيورا فأنني @@@ على عزمتي من شجوها لغيور
ولو شاهدتني والهواجر تلتظي @@@ علي ورقراق السراب يمور
اسلّطُ حر الهاجرات إذا سطا @@@ على حر وجهي والأصيل هجير
وأستنشق النكباء وهي لوافح @@@ واستوطئ الرمضاء وهي تفور
وللموت في عين الجبان تلون @@@ وللذعر في سمع الجرئ صفير




لبان لها إني من البين جازع @@@ وإني على مض الخطوب صبور
أميرٌ على غول النتايف ماله @@@ إذا ريع إلا المشرفي وزير
ولو بصرت بي والسرى جل عزمتي @@@ وجرسى لجنّان الفلاة سمير
ودارت نجوم القطب حتى كأنها @@@ كؤوس مهاً والى بهن مدير
وقد خليت طرق المجرة إنها @@@ على مفرق الليل البهيم قتير
وثاقب عزمى والظلام مروع @@@ وقد غض أجفان النجوم فتور
لقد أيقنت أن المنى طوع همتي @@@ وإني بعطف العامري جدير ( 421 )
7 - وذكر أبو علي بن شوكة قال اجتمعنا جماعة من الفقهاء فدخلنا على القاضي أبي علي بن أبي موسى الهاشمي فذكرنا له فقرنا وشدة ضرنا فقال لنا اصبروا فإن الله سيرزقكم ويوسع عليكم وأحدثكم في مثل هذا ما تطيب به قلوبكم اذكر سنة من السنين وقد ضاق بي الأمر شيء عظيم حتى بعت رجل دارى ( نصفها) ونفذ جميعه ونقضت الطبقة الوسطى من داري وبعت أخشابها وتقوت بثمنها وقعدت في البيت لم أخرج وبقيت سنة فلما كان بعد سنة قالت لي المرأة الباب يدق فقلت افتحي له الباب ففعلت فدخل رجل فسلم علي فلما رأى حالي لم يجلس حتى أنشدني وهو قائم
ليس من شدة تصيبك إلا @@@ سوف تمضي وسوف تكشف كشفا
لا يضق ذرعك الرحيب فان النار @@@ يعلو لهيبها ثم تطفا
قد رأينا من كان أشفى على الهلاك @@@ فوافته نجاته حين أشفى
ثم خرج عني ولم يقعد فتفاءلت بقوله فلم يخرج اليوم حتى جاءني رسول القادر بالله ومعه ثياب ودنانير وبغلة بمركب ثم قال لي أجب أمير المؤمنين وسلم إلي الدنانير والثياب والبغلة فغيرت من حالي ودخلت الحمام وصرت إلى القادر بالله فرد إلي قضاء الكوفة وأعمالها وأثرى حالي أو كما قال ( 428 )
8 - أبو منصور الثعالبي عبد الملك بن محمد بن اسمعيل النيسابوري الأديب الشاعر صاحب التصانيف الاديبة السائرة في الدنيا عاش ثمانين سنة قال ابن بسام صاحب الذخيرة كان في وقته راعي بليغات العلم وجامع أشتات النثر والنظم رأس المؤلفين في زمانه وأمام المصنفين بحكم أقرانه سار ذكره سير المثل وضربت إليه آباط الإبل وطلعت دواوينه في المشارق والمغارب طلوع النجم في الغياهب وتآليفه أشهر مواضع وأبهر مطالع وأكثر راو لها وجامع من أن يستوفيها حد أو وصف أو يوفيها حقوقها نظم أو رصف وذكر له طرفا من النثر وأورد شيئا من نظمه فمن ذلك ما كتبه إلى الأمير أبي الفضل الميكالي
لك في المفاخر معجزات جمة @@@ أبدا لغيرك في الورى لم تجمع
بحران بحر في البلاغة شابه @@@ شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي
كالنور أو كالسحر أو كالبدر أو @@@ كالوشي في برد عليه موشع
شكرا فكم من فقرة لك كالغني @@@ وافي الكريم بعيد فقر مدقع
وإذا تفتق نور شعرك ناضرا @@@ فالحسن بين مرصّع ومضّرع
ارجلت فرسان الكلام ورضت @@@ أفراس البديع وأنت أمجد مبدع
ونقشت في فص الزمان بدائعاً @@@ تُزري بآثار الربيع الممرع
وله من التآليف يتيمة الدهر في محاسن اهل العصر وهو أكبر كتبه وأحسنها وأجمعها وفيها يقول ابن قلاقس
أبيات أشعار اليتيمه @@@ أبكارُ أفكارِ قديمه
ماتوا وعاشت بعدهم @@@فلذاك سميت اليتيمه
وله أيضا كتاب فقه اللغة وسحر البلاغة وسر البراعة وفي كتبه دلالة على كثرة اطلاعه وله أشعار كثيرة وكانت ولادته سنة خمسين وثلثمائة وتوفي في هذه السنة أو التي قبلها ونسبته إلى خياطة جلود الثعالب وعملها قيل له ذلك لانه كان فراء
( 430 )
9 - أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي اللغوي الشاعر صاحب التصانيف المشهورة والزندقة المأثورة والذكاء المفرط والزهد الفلسفي وله ست وثمانون سنة جدر وهو ابن ثلاث سنين فذهب بصره ولعله مات على الإسلام وتاب من كفرياته وزال عنه الشك قاله في العبر وقال ابن خلكان الشاعر اللغوي كان متضلعا من فنون الأدب قرأ النحو واللغة على أبيه بالمعرة وعلى محمد بن عبد الله بن سعد النحوي بحلب وله التصانيف الكثيرة المشهورة واالرسائل المأثورة وله من النظم لزوم مالا يلزم وهو كبير يقع في خمس مجلدات أو ما يقاربها وله سقط الزند أيضا وشرحه بنفسه وسماه ضوء السقط وله كتاب الهمزة والردف أكثر من مائة مجلد وله غير ذلك وأخذ عنه أبو القسم بن المحسن التنوخي والخطيب أبو زكريا التبريزي وغيرهما وكانت ولادته يوم الجمعة عند مغيب الشمس سابع عشرى شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلثمائة بالمعرة وعمى من الجدري أول سنة سبع وستين غشى يمني عينيه بياض وذهبت اليسرى جملة
والمعري نسبة إلى معرة النعمان بلدة صغيرة بالشام بالقرب من حماة وشيزر وهى منسوبة الى النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه
قيل ولد أعمى وترك أكل البيض واللبن واللحم وحرم اتلاف الحيوان وكان فاسد العقيدة يظهر الكفر ويزعم أن له باطنا وانه مسلم في الباطن وأشعاره والدالة على كفره كثيرة منها
أتى عيسى فأبطل شرع موسى @@@ وجاء محمد بصلاة خمس
وقالوا لا نبي بعد هذا @@@ فضل القوم بين غد وأمس
ومهما عشت في دنياك هذي @@@ فما يخليك من قمر وشمس
إذا قلت المحال رفعت صوتي @@@ وإن قلت الصحيح أطلت همسي
وقال
تاه النصاري والحنيفة ما اهتدت @@@ ويهود بطرى والمجوسي مضله
قسم الورى قسمين هذا عاقل @@@ لا دين فيه ودين لا عقل له ( 449 )
10 - لما خرج الماوردي من بغداد إلى البصرة أنشد أبيات ابن الأحنف
أقمنا كارهين لها فلما @@@ الفناها خرجنا مكرهينا
وما حب البلاد بنا ولكن @@@ أمر العيش فرقة من هوينا
خرجت أقر ما كانت لعيني @@@ وخلفت الفؤاد بها رهينا
وهو منسوب إلى بيع الماورد ( 450 )
11 - ابن زيدون شاعر الأندلس أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي القرطبي الشاعر المشهور قال ابن بسام صاحب الذخيرة في حقه كان أبو الوليد غاية منثور ومنظوم وخاتمة شعراء بني مخزوم أحد من جر الأيام جرا وفات الأنام طرا وصرف السلطان نفعا وضرا ووسع البيان نظما ونثرا إلى أدب ليس للبحر تدفقه ولا للبدر تألقه وشعر ليس للسحر بيانه ولا للنجوم الزهر اقترانه وخط من النثر غريب المباني شعري الألفاظ والمعاني وكان من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة وبرع أدبه وجاد شعره وعلا شأنه وأنطلق لسانه ثم انتقل من قرطبة إلى المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية سنة إحدى وأربعين وأربعمائة فجعله من خواصه يجالسه في خلواته ويركن إلى إشاراته وكان معه في صورة وزير وذكر له شيئا كثيرا من الرسائل والنظم
وله القصائد الطنانة ومن بديع قصائده القصيدة النونية التي منها
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا @@@ يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لبعدكم أيامنا فغدت @@@ سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
بالأمس كنا ولا نخشى تفرقنا @@@ واليوم نحن وما يرجي تلاقينا
وهو طويلة كل أبياتها نخب وله في ولادة الرسالة الطنانة وكذا الرسالة الجهورية وشرح كل من رسالتيه هاتين وما جرياته مع ابن جهور لما حبسه وفر منه بعد أن استعطفه بكل ممكن فلم يطلقه مشهورة فلا نطيل بها ( 463 )
12 - صردر الشاعر صاحب الديوان أبو منصور علي بن الحسن بن علي بن الفضل الكاتب الشاعر المشهور أحد نجباء شعراء عصره جمع بين جودة السبك وحسن المعنى وعلى شعره حلاوة رائقة وبهجة فائقة وله ديوان شعر وهو صغير ومن شعره
أبك أن رحل الشباب وإنما @@@أبكي لأن يتقارب الميعاد
شعر الفتى أوراقه فإذا ذوى @@@ جفت على آثاره الأعواد ( 465 )
13 - محمد بن عمار أبو بكر المهري ذو الوزارتين شاعر الأندلس كان هو وابن زيدون كفرسي رهان وكان ابن عمار قد اشتمل عليه المعتمد وبلغ الغاية إلى أن استوزره ثم جعله نائبا على مرسية فخرج عليه ثم ظفر به المعتمد فقتله قال ابن خلكان وكانت ملوك الأندلس تخاف ابن عمار لبذاءة لسانه وبراعة احسانه لا سيما حين اشتمل عليه المعتمد على الله بن عباد صاحب غرب الأندلس وأنهضه جليسا وسميرا وقدمه وزيرا ومشيرا ثم رجع إليه خاتم الملك ووجهه أميرا وقداتي عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فتبعته المواكب والمضارب والجنائب والنجائب والكتائب وضربت خلفه الطبول ونشرت على رأسه الرايات والبنود فملك مدينة تدمير واصبح راقي منبر وسرير مع ما كان فيه من عدم السياسة وسوء التدبير ثم وثب على مالك رقة ومستوجب شكره ومستحقه فبادر إلى عقوقه وغش حقوقه فتحيل المعتمد عليه وسدد سهام المكايد إليه حتى حصل في يده قنيصا وأصبح لا يجد له محيطا إلى أن قتله المعتمد بيده ليلا في قصره بمدينة إشبيلية ومن جملة ذنوبه عند المعتمد بيتان هجاه وهجا ابنه المعتضد بهما وهما
مما يقبّح عندي ذكر أندلس @@@ سماع معتضد فيها ومعتمد
أسماء مملكة في غير موضعها @@@ كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
وكان أقوى الأسباب على قتله انه هجاه بشعر ذكر فيه أم بنيه المعروفة بالرميكية منها
تخيرها من بنات الهجان @@@ رميكية لا تساوي عقالا
فجاءت بكل قصير الذراع @@@ لئيم النجادين عما وخالا
وهذه الرميكية كانت سرية المعتمد اشتراها من رميك بن حجاج فنسبت إليه وكان قد اشتراها في أيام أبيه المعتضد وأفرط في الميل إليها وغلبت عليه وأسمها اعتماد وهي التي أغرت المعتمد على قتل ابن عمار لكونه هجاها ( 477 )


 
 توقيع : الصاعقه



رد مع اقتباس