بسم الله الرحمن الرحيم
غضبنا عندما تمت الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وقاطعنا عندما تكررت
الإساءة ثم أخيراً ثرنا عندما تصعدت لغة الإساءة من الصور إلى الأفلام ولكن
لو أمعنا النظر في هذه القضية وبحثنا بصدق عن أسبابها وسعينا جاهدين لحل
جذري لهذه المحنة العظيمة فأننا سنجد أننا نحن مصدر المشكلة ونحن من نملك
إيقافها أو استمرارها .
فالإسلام هو ديننا والرسول هو الناشر لهذا الدين ويعتبر عند غير المسلمين معلم
من معالم المسلمين وعندما يرون المسلمين يحترمون هذا المعلم فأنهم لا يجرءون
على المساس به لأنهم يدركون كم نحن نعشق هذا الرسول ولكن عندما لا يرون
المسلمين يحترمون رسولهم فأنهم بلا أدنى شك يهون عليهم أمر ذم الرسول وشتمه
والانتقاص منه وأخذ حقوق الآباء والأجداد فهم يعتبرونه عدو لهم أزلي لأن دينه
ألغى أديانهم ولأن دينه كسر أمبروطورياتهم وشتت جمعهم وفرقهم وأذاقهم المر
رغم أنه لم يؤذي أحداً ولم يقيم دينه إلا بالتي هي أحسن إلا عندما يتم الاعتداء
فأنه عليه الصلاة والسلام يرد المعتدي ويرفع الأذى عن الإسلام والمسلمين وهو
حق مكفول له ولا أحد ينكر عليه ذلك .
عندما تحترم شخص فأنك تحترمه لأن أفعاله تعجبك وعندما تطبق كلام شخص
ما فهذا يعني أنك تحترم هذا الشخص وعندما قلت أننا لا نحترم رسولنا فهذا بالفعل
أمر حاصل فأين نحن من تطبيق أقواله وتطبيق ما جاء به في كل شؤون حياتنا
حقيقة يجب أن ندركها لكي نصححها وهي أن ديننا وتعاليمه التي بلغنا بها رسولنا هان علينا
تطبيقها في كل شؤوننا فسقطنا من عيون أعداءنا وهان عليهم قدح ديننا وسب رسولنا .
ولكي نعيد هيبتنا ونأخذ حق رسولنا من كل من أساء إليه فأن أول خطوه نحو ذلك
هي مراجعة حساباتنا في مسألة تطبيق تعاليم ديننا في كل شؤون حياتنا فنحن بصراحة
نطبق من ديننا كل أمر وافق هوانا وأما الذي يخالفه فأننا نتهاون في تطبيقه ونبحث عن
أعذار لكي لا نطبقه فأعداء الإسلام عندما يرون المسلمين مطبقين لدينهم على أكمل وجه
ومنفذين لكلام نبيهم فأنهم سيدركون أن مسألة المساس بأمر من أمور دينهم هو بمثابة
خط أحمر يؤدي يمن يتجاوزه إلى النهاية .
سب الرسول والإساءة له وكذلك الإساءة لدين الإسلام وللمسلمين في كل مكان هو
نتيجة طبيعية لتهاوننا في التمسك بتعاليم ديننا ولو كنا مطبقين لديننا وتعاليمه على
أكمل وجه وفي كل شؤون حياتنا فأننا لن ولن نجد أحد يتطاول على رسولنا ولن نجد
أحداً يهين مسلماً لأجل إسلامه وسنجد أنفسنا تلقائياً متربعين على عرش العالم كما وجد
الصحابة رضوان الله عليهم أنفسهم على عرش العالم عندما صدقوا ما عاهدوا الله عليه
وطبقوا ما تبلغوا به ولا خافوا فالله لومة لائم .