9
لما حصل الطاغية ادفونش -لعنه الله- بطليطلة شمخ بأنفه ، ورأى أن زمام الأندلس قد حصل في كفه ، فشن غاراته على جميع أعمالها ، حتى فاز باستخلاص جميع أقطار ابن ذي النون واستئصالها ، وذلك ثمانون منبرا سوى البنيات ، والقرى المعمورات ، وحاز من وادي الحجارة إلى طلبيرة وفحص اللج وأعمال شنتمرية كلها )
بعد نزول النكبة بالأندلس بسقوط طليطلة وما حولها ، تصور ملك قشتالة أن أمراء الطوائف كافة غدوا رهن اشارته وطوع بنانه ، وأنه سيقضي عليهم الواحد بعد الاخر ، لذلك علت مكانته بين ملوك النصرانية وتسمى بالأمبراطور ذي الملتين ( الإسلامية والنصرانية ) ....لكن الأمور لم تجر على هواه لما عصفت به رياح الأخوة في المغرب ، كاسحة إثمه ومطاردة جيشه ، يقول ابن بسام فى الذخيرة ( فالحمد لله موهن أيده ، ومبطل كيده ، وجزى الله أمير المسلمين ، وناصر الدين ، أبا يعقوب يوسف ابن تاشفين ، أفضل جزاء المحسنين ، بما بل من رماق ، ونفس من خناق ، ووصل هذه الجزيرة من حبل ، وتجشم إلى تلبية دعائها واستنقاذ ما بها ، من حزن وسهل ، حتى ثل عروش المشركين ، وظهر أمر الله وهم كارهون والحمد لله رب العالمين )
نظمت فى سقوط طليطلة القصائد منها :
لثكلك كيف تبتسم الثغور *****سرورا بعد ما سبيت ثغور
لقد قصمت ظهور حين قالوا ***** أمير الكافرين له ظهور
طليطلة أباح الكفر منها ***** حماها إن ذا نبأ كبير
مساجدها كنائس أى قلب ***** على هذا يقر ولا يطير
فيا أسفاه يا أسفاه حزنا ***** يكرر ما تكررت الدهور
يطول على ليلي رب خطب ***** يطول لهوله الليل القصير
وقيل تجمعوا لفراق شمل ***** طليطلة تملكها الكفور
ولاتجنح إلى سلم وحارب ***** عسى أن يجبر العظم الكسير
ونرجو أن يتيح الله نصرا ***** عليهم إنه نعم النصير
|