في تزكية النفس
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما مجرد الأماني الجميلة ، فلن توصلك إلا إلى الندامة ولو بعد حين ..! قل لنفسك موبخاً : تريدينَ إحرازَ المعالي رخيصةً ** ولابدَ دون الشهدِ من إبرِ النحلِ ! واهمس في أذنها أيضا : بَصُرتُ بالراحة الكبرى فلم أرها *** تُنال إلاعلى جسر من التعبِ بل خير من ذلك ذكّرها وأعد عليها التذكير بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " والمجاهد من جاهد نفسه في ذات الله ." فأفضل ألوان الجهاد : أن تلزم نفسك لتسير على الجادة ، كأنما تسير على حد السيف ! ومن هنا نقول لك .. كما أقول لنفسي مراراً : ألا تستطيع أن تمارس على نفسك عمليات متتابعة من : الضبط والربط ، والتوجيه ، والإرشاد ، فتكون أنت القائد لها فعلاً .. وبذلك تخرج من أسر قيادتها لك ، وتسخيرها إياك فيما تهوى ، ولا تملك أنت إلا مسايرتها ..!! وطن نفسك على أن تملأ فراغها بما يشغلها بخير ، ولا تزل تنقلها من دائرة خير إلى دائرة خير ، علت أو قلت ، المهم أن تبقيها دائرة في دوائر الطاعة .. فإن من عجيب أمر هذه النفس : أنها إذا لم تشغلها ( أنت ) بالحق ، شغلتك ( هي ) بالباطل ولابد .. ! وإن لم تملأ عليها زواياها بالخير ، ملأتها هي بألوان من الشر لا محالة ! ولا تكن في عجلة من أمرك !! لا تحاول القفز فوق السلم ، لتصل إلى القمة بقفزة أو قفزتين ، فقد تنكسر رقبتك ! ولكن عليك ابتداءً أن تنوي نية حسنة يعلمها الله صادقة من قلبك .. ثم أن توطن نفسك ، على مجاهدة نفسك في عمليات الضبط والربط والتوجيه شيئا فشيئا ، وخطوة في إثر خطوة ، وابدأ بالأهم ثم المهم ، وثق أنك إذا خرجت مهاجراً إلى الله بنية صادقة صافية ، وشرعت في هذه الرحلة ، ثم مت في الطريق ، قبل أن تصل ، فقد وقع أجرك على الله ..! أما إذا فسح الله لك في العمر ، ثم دمت على هذا الطريق ، فيوشك أن ترى ألواناً من العجب في طريق رحلتك هذه .. ويكفي أن تتذكر قول الله سبحانه ، وهو يقرر هذه القاعدة ، ويعطي هذا الوعد : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } فاستعن بالله ولا تعجز . |
رد: في تزكية النفس
بارك الله فيك
|
الساعة الآن 07:29 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011